السلام فى حياتنا من أهم غايات الحياة , أن يكون لدينا هدف نعيش لأجله ,
أن نحيا بلا توتر أو قلق أو خوف , أن نحيا
السعادة الدائمة و ليست المؤقتة التى تنتهى بإنتهاء الظروف , مهما تعددت الصور لهذه الاهداف فتلك هى جوهر غاياتنا فى
الحياة و لكن ماذا يحدث ؟
غالبا ما نعلق فى محاولة الملائمة و محاولة فعل الاشياء كما يخبرنا الاخرين
, محاولة أن نكون أشخاص جيدين و ناجحين من الناحية المادية , محاولة أن نرضى
الجميع , محاولة أن نكون الاشخاص المهمين فى أعين الكل , دائما ما تكون نظرتنا
لأنفسنا هى انعكاس لنظرة الآخرين لنا , رأينا فى أنفسنا ما هو إلا رأى الاخرين فينا
و هذه هى مشكلة حياتنا الكبرى
دعنى اخبرك بالقليل من الافكار التى إن زرعتها فى عقلك سوف تتغير حياتك
1- امتلك عقل منفتح على كل شىء:
كثير من الناس امضوا حياتهم فى
البحث عن فرص لينزعجوا , هم دائما ما يجدون ما يزعجهم , طريقة ارتداء هذا الشخص
لملابسه أو طريقة حديث هذا الشخص أو شخص لا يتشارك معهم نفس العادات , فى الحقيقة
إن بحثت عما يزعجك فستجد مئات الاسباب التى
تقودك لهذا , و لكن العقل المنفتح على كل شىء و الغير متعلق بشىء يقول
" أنا لن أبحث أبدا عن أى شىء يزعجنى " ما اسمعه من الاخرين هى مجرد
وجهة نظر خاصة بهم
2- امتلك عقل غير متعلق بشىء :
التعلق يعنى أننى أوهم نفسى بمعتقد أنه إن لم أتمكن من امتلاك أو فعل هذا
أو ذاك فلن أكون سعيدا أو اعتقاد أننى بدونك لن أكون سعيدا ابدا , لقد وضعت لنفسى قيودا كثيرة فى الحياة و شروط
كثيرة و متنوعة لكى أحقق السعادة فى حياتى و أن حياتى لن تكتمل إلا بها , انها
قيود نفرضها على عقولنا و فى كثير من الاحيان نفرضها على من نحب و هذا ما يجعل
علاقاتنا غير ناجحة , اننا نفرض على الآخر قيود للتصرف أن يفكر بطريقتنا و يتصرف
بالطريقة التى نريدها نحن و ليس كما يريد هو , أن يتبع ميولنا و ذوقنا و طريقتنا
نحن و ليس هو , أن يكون انعكاس لنا و لذاتنا و ليس أن يكون نفسه و ذاته
3- لا يمكنك أن تعطى ما لا تملك :
من لا يملك الحب لا يمكن أن يعطيه لأحد و لا يمكن أن يأخذه من أحد لأنه لم
يقدمه فى البداية , إن كان ما تملكه فى داخلك هو الغضب و السخط و الخوف و القلق و
الانزعاج فهذه الاشياء هى ما ستعطيه للآخرين فى حياتك و لا تتوقع أن تأخذ غيرها ,
كثيرا منا قرأ عن " قانون الجذب " فكرة هذا القانون هو " ما تعطيه للعالم هو
ما سوف يعطيه العالم لك " , راقب
رسالتك الى العالم و الى الكون , اذا كانت رسالتك الى الكون " اعطنى ,اعطنى
,اعطنى " و هى رسالة معظم الناس
للكون , أنا اريد هذا أو ذاك منك , من
فضلك أعطنى هذا , يجب أن أمتلك ذلك , هل تعلم ما سوف يكون رد الكون على هذه
الرسالة ؟ ان الكون يرد بنفس رسالتك , فحينما تكون رسالتك " اعطنى , اعطنى ,
أعطنى " يرد الكون عليك " اعطنى , اعطنى , أعطنى " ما رأيك إن غيرت رسالتك للعالم و للكون و
جعلتها " كيف يمكننى أن أخدم ؟" سيكون رد الكون عليك هو " كيف
يمكننى أن أخدمك " حين تبعد طاقتك عما تريده من العالم الى " ماذا يمكننى أن أعطى العالم ؟" سيرد
الكون عليك بنفس الرسالة " ماذا يمكننى أن أعطيك " لن تصل الى شىء فى
حياتك ما لم تعطى , ما لم تساعد , ما لم تحب , ما لم تشعر بالآخرين , ما تقدمه
قطعا سيعود لك , غير رسالتك للكون بدلا من الأخذ الى العطاء
و راقب و انظر لكم الاشياء التى ستظهر و تأتى الى حياتك.
فى النهاية اريد ان اشارككم قصة حقيقية رائعة حدثت لأحد الاشخاص :
انها قصة منذ عدة سنوات لمعلمة فى مدرسة ابتدائية كانت تدعى السيدة
(تومسون) وقفت امام طلاب الصف الخامس لديها فى اليوم الاول للدراسة و قالت للأطفال
كذبة , مثل معظم المعلمين نظرت الى طلابها و قالت انها تحبهم بنفس المقدار , هذا
كان مستحيلا , لأنه كان هناك فى الصف الاول جالسا فى مقعده طفل صغير يدعى ( تيدى
ستودارد ) , لقد شاهدت السيدة (تومسون ) العام الماضى ( تيدى ) و لاحظت انه لا
يلعب جيدا مع الاطفال الآخرين و انه منطوى و غير مرتب و يحتاج بإستمرار الى
الاستحمام , يمكن أن يكون (تيدى) شخص غير كريه , لقد وصل الامر بالسيدة (تومسون)
ان تأخذ القلم و تعلم على ورقته بلون أحمر داكن و تضع علامة خطأ واضحة و علامة فشل
فى أعلى ورقته , ثم فى أحد الايام طُلب من السيدة (تومسون ) أن تراجع السجل السابق
لكل طفل و لقد وضعت سجل (تيدى ) فى النهاية و بدأت بمراجعة السجلات الى أن وصلت
الى السجل الخاص بتيدى , و تفاجأت بشدة :
كتب معلم الصف الاول " تيدى
طفل رائع و لديه ضحكة جميلة , انه يقوم بعمله بشكل أنيق و لديه خلق رائع , أنا سعيد
بوجوده "
كتب معلم تيدى فى الصف الثانى " تيدى تلميذ رائع يحبه زملاؤه لكنه
مضطرب لأن والدته لديها مرض خطير و الحياه فى المنزل اشبه بالصراع "
كتب معلم الصف الثالث " لقد كانت وفاة والدته شىء صعب بالنسبة له ,
أنه يحاول فعل ما بوسعه , لكن والده لا يهتم كثيرا و حياته المنزلية تؤثر عليه و
لا يخطو خطوات جيدة "
كتب معلم الصف الرابع " إن (تيدى ) مضطرب و لا يهتم بالمدرسة كثيرا ,
ليس لديه الكثير من الاصدقاء و أحيانا ينام فى الفصل " .
الآن أدركت السيدة (تومسون) المشكلة و كم خجلت من نفسها كثيرا , لقد شعرت
بشعور أسوأ حين أهداها الاطفال هدايا عيد الميلاد ملفوفة بشرائط جميلة عدا (تيدى)
الذى كانت هديته ملفوفة بشكل سىء فى ورقة بنية اللون حصل عليها من شنطة البقالة
تعمدت السيدة (تومسون ) أن تفتح الهدية وسط الهدايا الاخرى , بدأ بعض
الاطفال بالضحك حين وجدت سوار حجرى بعض احجاره مفقودة ومعه زجاجة عطر بها ربعها
فقط , لكنها أوقفت ضحك الاطفال حين مدحت جمال السوار و لبسته ثم قامت برش بعض
العطر
وقف تيدى و قال للسيدة (تومسون) : رائحتك الآن تشبه رائحة أمى
بعد أن غادر الاطفال ظلت السيدة ( تومسون ) تبكى لأكثر من ساعة , فى نفس اليوم توقفت عن تدريس القراءة و
الكتابة و الحساب و بدلا من ذلك بدأت بتعليم الاطفال
اهتمت بشكل خاص بتيدى بينما كانت تعمل معه , عاد عقله الى الحياة , كلما
قامت بتشجيعه كلما تجاوب بشكل أسرع , بنهاية العام أصبح تيدى أحد أذكى الاطفال فى
الصف و من الطلاب المفضلين لدى الكثير من المعلمين
فيما بعد , وجدت السيدة ( تومسون ) رسالة تحت الباب من ( تيدى ) يقول لها
انها المعلمة الافضل لديه فى حياته كلها
مضت 6 سنوات قبل أن تحصل على رسالة اخرى من ( تيدى ) قال انه انهى المدرسة
الثانوية و كان الثالث على صفه و انها لا تزال المعلمة الافضل لديه فى حياته كلها
بعد 4 اعوام حصلت على رسالة اخرى تقول أن الامور كانت صعبة و بقى فى
الجامعة و انه سوف يتخرج قريبا بأعلى المراتب و أكد على السيدة ( تومسون ) أنها لا
تزال المعلمة الافضل و المفضلة لديه فى كل حياته
مرت 4 اعوام اخرى ثم اتت رسالة اخرى هذه المرة قال انه بعد حصوله على درجة
البكالريوس قرر أن يواصل و قال انها لا تزال المعلمة الافضل و المفضله لديه لكن
اسمه الان كان أكبر قليلا , كان الخطاب موقعا هكذا (ثيودور اف ستودارد ) الحاصل
على شهادة الماجستير , لكن القصة لم تنتهى بعد
لقد حصلت على رسالة اخرى فى هذا الربيع : قال تيدى انه قابل فتاة و سوف
يتزوجها , قال ان واله توفى منذ عامين و تساءل اذا كانت السيدة ( تومسون ) قد
توافق على الجلوس فى الكرسى المخصص لوالدة العريس , بالطبع فعلت ذلك السيدة (
تومسون ) لكن خمن ماذا؟
لقد ارتدت ذلك السوار , الذى تنقصه بعض الاحجار و تأكدت أن تضع ذلك العطر
الذى وضعته والدة تيدى فى اخراعياد الميلاد لهما معا
عانقا بعضهما البعض و همس (
د/ستودارد) فى اذن السيدة ( تومسون ) : شكرا جزيلا لك على جعلى اشعر بالاهمية و
انك بينتى لى انه يمكننى احداث فارق , اتت السيدة ( تومسون ) و الدموع تملأ عينيها
و همست فى اذنه : تيدى انت مخطىء , انت الشخص الذى علمنى انه يمكننى احداث فارق ,
انا لم اكن أعلم كيفية التدريس حتى قابلتك , انت من علمنى .
أليست قصة رائعة ؟!!
No comments:
Post a Comment