كم من مرة كنا نريد أن نغير إحساسنا فى لحظة ما و لم نعرف , إن أسرع طريقة لتغيير كيفية شعورك تجاه شىء ما هى أن تغير ما تركز عليه فإذا أردت أن ينتابك شعور سىء الآن , فهذا سيكون أمراً فى غاية السهولة , فكل ما عليك عمله هو أن تفكر فى شىء مؤلم قد حدث فى حياتك و تركز إنتباهك عليه , و إذا فكرت فيه فترة طويلة فحتماً سينتابك هذا الشعور السىء مرة اخرى .
أليس شىء يدعو للسخرية ؟! هل من الممكن أن تجلس أمام فيلم سىء مرات و مرات ؟ بالطبع لا ! فلماذا إذن تتجول بعقلك فى أشياء تتضايقك ؟
و لتوضيح ذلك تخيل معى هذا المثال :
تخيل أنك ذهبت إلى حفل و كان معك كاميرا فيديو , و طوال الليل و أنت تركز عدسة هذه الكاميرا على الركن الأيسر من الغرفة عندما كان هناك رجل و زوجته يتشاجران و بما أنك تركز عليهما , فقد تنتابك أيضاً حالة من الغضب و عدم السعادة مثلهما بالرغم من أن الموضوع كله لا يخصك و ليس لك أى علاقة بأياً منهما .
و إذا سألك شخصاً ما عن الحفل و كيف كانت فحتماً سيكون ردك : لقد كانت حفلة بائسة و غير ممتعة بالمرة .
فماذا لو أنك فى نفس هذه الليلة و فى نفس هذا الحفل , كنت قد ركزت إنتباهك و عدسة كاميرتك على الجانب الأيمن من الغرفة , الذى كان به مجموعة من الناس يضحكون و يطلقون النكات و يستمتعون بالحفل , حتما ستجد نفسك تبتسم
و إذا سألك شخص ما عن الحفل و كيف كانت , سيكون ردك : ياالهى لقد كانت حفلة رائعة , بالرغم من أنها نفس الحفل و لكن ما تغير هو نظرتك .
يوجد أشياء لا حدود لها من حولنا يمكن ملاحظتها , لما نركز على ما يزعجنا ؟! و على ما لا نستطيع السيطرة عليه ؟!
إذا كنت قد رأيت سباقات سيارات من قبل فلعلك تلاحظ الإختلاف بين مهارات السائقين و لكن لا تعلم ما سبب هذا الإختلاف ,
المسارالذى تجرى فيه السيارة به منزلقات و منحنيات كثيرة لتبين الفروق فى مهارة السائقين .. أتعلم كيفية تفكير السائق الماهر الذى يستطيع السيطرة على السيارة فى المنحنى ؟
إنه فى لحظة دخوله على المنحنى , يجد نفسه أمام طريقتين للتفكير إما أن يركز على السور الذى فى نهاية المنحنى أو يركز على بداية الطريق بعد المنحنى و هو ما يريد أن يصل اليه. أى أنه هناك
تفكير سلبى و هو محاولة عدم الإصطدام بالسور ,
و تفكير إيجابى و هو النظر الى الطريق الذى سأنحنى بالسيارة له و عدم التركيز على السور أصلاً و كأنه غير موجود .
صاحب التفكير الإيجابى هو فقط من يستطيع أن يبدع فى هذا السباق أما السائق الأول الذى دائما يركز على السور فى المنحنى خوفاً من إصطدامه به , هو حتماً سيصطدم به و يفقد السيطرة , لأنه يركز على ما يخافه
تعلّم أن تنظر على ما تريده و ليس على ما تخافه , فما تخافه إن ركزت كل تفكيرك عليه فللأسف دعنى أخبرك بيقين , أن هذا ما سوف تناله .
إذا كان الوضع هكذا , فلما لا تركز نظرك و تفكيرك على ما تريده و ليس على مالا تريده ,, السر يكمن على ما تنظر اليه ,, فمن فضلك ( بُص كويس ) .