تخيل أن أقرب شخص فى الوجود إليك هو أنت هو نفسك
إن دللتها فسدت و إن أحبطها ماتت إكتئاباً
قام أحد العلماء بتجربة غريبة و كانت نتيجتها أكثر غرابة :
" أحضر بعض الناس و طلب منهم أن يحلوا مجموعة من الأسئلة اللغوية .. كأن يذكروا مرادفاً لكلمة ما , أو يحسبوا عدد حروفها أو يكتبوها بخط مختلف .... إلخ
- و كانت الكلمات تدل على كبر السن مثل : تجاعيد , شعر أبيض , طقم أسنان , على المعاش ..... إلخ
و أحضر مجموعة اخرى من الناس و فعل معهم نفس الشىء و لكنه هذه المرة إستخدم كلمات مختلفة توحى بالشباب و بالطاقة مثل : الحماس , القوة , التفوق , اللياقة البدنية ..إلخ
إنتظر الرجل حتى إنتهوا من حل الأسئلة و أوهمهم أن التحربة قد إنتهت
ثم راح يحسب بدقة الوقت الذى يستغرقه كل واحد منهم ليترك الغرفة و يتجه الى المصعد ليغادر المكان .
فلاحظ أن الناس فى المجموعة الاولى الذين تعرضوا لكلمات توحى بكبر السن كانوا أكثر بطئاً فى حركتهم بشكل كبير و ملحوظ عن المجموعة الثانية "
إن الكلمات التى قيلت للمجموعة الاولى فعلت فعلها فى العقل الباطن الذى يخزن و يتفاعل داخلياً ثم يخرج فعلا ً مناسباً لما قام بتخزينه الى العقل الواعى دون أن يدرك العقل الواعى ما سبب سلوكه
إليكم مثال آخر قد يكون أكثر دقة و إثباتاً لهذا
شخص نشيط جداً يستيقظ يومياً مبكراً بحماس لكى يذهب الى عمله و هو مملوء بالطاقة
كان يساعده فى الإستيقاظ رنة منبه محموله
ثم قام بتغيير الرنة الى مقطع من أحد الأفلام سمعه مع أحد أصدقاؤه و هو مقطع صوتى للفنان عبد الفتاح القصرى من أحد الأفلام القديمة , يقول فيه :
" هو إحنا ملناش شغله غير نروح الشغل , كل يوم شغل شغل , ربنا يتوب علينا من الشغل و قرف الشغل "
كان هذا الصوت الذى قطعاً قد تخيلتموه معى الآن هو ما يوقظه يومياً و مع الوقت لاحظ زملاءه فى العمل أنه بدأ يأتى للعمل متأخراً و أصبح يكره عمله و دائماً منزعجاً من العمل
إنه فخ العقل الباطن ... ما تملأه به يعود إليك فى صورة سلوك فإحذر جيداً بما تطعمه .
إذا كنت تعتقد أن هذا الكلام قد يبدوا خيالياً و غير منطقى .. فأنا أدعوك لتجرب تجربة بسيطة معى الآن و انت تقرأ هذا :
سأعطيك مجموعتين من الكلمات .. إقرأها ببطء شديد و راقب تأثيرها فى مشاعرك إقرأها الآن ثم إنتظر فترة وجيزة قبل قراءة المجموعة الثانية
المجموعة الأولى : ( تعاسة - حزن - سواد - ظلم - قهر - فساد - موت - عذاب - ألم - فشل - ذل - عجز - هزيمة - ظلام - إكتئاب - إحباط - سقوط )
المجموعة الثانية : ( حب - نجاح - جمال - إنتعاش - فرحة - متعة - نغم - إبتسام - سعادة - نشاط - قوة - سرور - أستمتاع - تفاؤل - خضرة - حديقة - روعة - لعب - ضحك - إنجاز - مرح - حياة )
هل لاحظت فرق مشاعرك فى الحالتين ؟
الدور الكبير يعود لنا فى إختيار المؤثرات التى تؤثر فى مشاعرنا
حينما تشعر بالحزن , هل تقرأ قصصا حزينة أو تسمع أغانى عن الحزن و الألم و الفراق هل تحاول إجترار ذكرياتك الحزينة أو زيارة الأماكن التى تذكرك بتجارب سيئة ؟
هل مازلت تحتفظ بصورة الفتاة التى رفضت الزواج بك ؟
هل تبدأ يومك بتصور ذهنى سىء عن هذا اليوم الذى لم يبدأ بعد ؟
و تسأل لماذا دائما حالتى المزاجية سيئة
صديقى :
إختر كلماتك اليومية بدقة إجعلها كلها مليئة بالتفاؤل و الفرح مهما كانت ظروفك أو حالتك الفعلية
إخدع عقلك الباطن و لا تدعه يخدعك إنه فى انتظار ما تملأه به حتى يقوم بأحد أمرين إما أن يسعدك أو يحزنك
و لكن تذكر:
إنه لا يميز... أنه فقط آله تنتظر البرنامج الذى سوف تعمل عليه إذا كان البرنامج سىء فحتماً النتيجة سوف تكون سيئة و إذا كان جيداً فستكون النتيجة جيدة قطعاً
فإحذر ممما تقوله و ما تسمعه من أغانى أو أفلام أو برامج إعلامية أو المواضيع التى تتناقشها مع أصدقاءك أو ما تفكر فيه
و إبحث عن ما يبهجك دائما فقد لا تتكرر لحظات حياتك الحالية و نحن لا ندرك قيمة اللحظات و الأشياء إلا حينما نفقدها ..
فأرجوك إستمتع بحياتك .