هل تريد أن تعرف قصة إختراع النقود ؟
فى القرون الماضية لم تكن النقود قد اُخترعت بعد , لذلك كان الناس يتعاملون فيما بينهم بالمقايضة ( أى أن تعطينى هذا الصندوق الخشبى مقابل هذه الدجاجة .. أو تعطينى بعض البهارات مقابل البيض ) شىء مقابل شىء آخر .. ما تحتاجه عندى و أنا لا أحتاجه مقابل ما أحتاجه أنا عندك و أنت لا تحتاجه .. ألم يكن إسلوب رائع ؟!
و لكن ماذا لو رفض البائع إعطاءك الشىء الذى تريده لأن الذى عندك هو لا يحتاجه و بالتالى ستبحث عن شخص آخر يحتاج ما عندك و هذه كانت المشكلة و ظل الوضع على هذا الحال إلى أن إكتشف الناس المعادن النفيسة مثل الذهب و الفضة و كانت الفضة أكثر قيمة من الذهب ... و بالتالى أصبح السعر محدداً بوزن معين من هذه المعادن و كل سلعة من السلع يقابلها وزن معين من المعادن تم الإتفاق عليه ثم أطلقوا على هذه المعادن دراهم و جنيهات و دنانير و غيره من المسميات كى يسهل التعامل بين الناس .... و هنا ظهرت مشاكل اخرى ..
أين تُخزن هذه الثروة من الذهب و الفضة ؟ فلم يكن هناك خزائن فولاذية بأرقام سرية . كما أن حجم السبائك كبير و ليس عملياً حملها فى أى مكان أو تخزينها فى المنزل لتتعرض للسرقة
و هنا ... ظهر رجل فى المدينة و عرض على الجميع خدمة جديدة لحل هذه المشكلة ... ما هى هذه الخدمة ؟
هى أن يجمع كل الذهب و الفضة و يقوم بتخزينه عنده ويعطى كل من له ذهب أو فضة ورقة تثبت أنه إستلم منه معدن و أُطلق على هذه الورقة فيما بعد ( سند ) و مكتوب عليها أنه يتعهد بإعادة الذهب له حين يعطيه هذا السند ..
و بالتالى وضع الناس ذهبهم عنده و بمرور الوقت وجدوا أن التعامل بهذه السندات أسهل من إستخدام المعادن
و بمرور السنوات .. مئات السنوات أصبحت هذه السندات أو الأوراق تسمى نقـــوداً .
و أصبح الرجل الذى يصدر هذه الأوراق يسمى " البنك المركزى " و أصبح لكل دولة مخزونها الإستراتيجى من الذهب و الذى يقابل قيمتها الإقتصادية عالمياً فكلما إرتفع المخزون الإستراتيجى كلما دل هذا على إقتصاد مرتفع لهذه الدولة بين باقى الدول
و تلك هى ... قصة النقود ..
