الجدة موسز

ولدت الجدة موسز  أو آنا ماري روبرتسون (Anna Mary Robertson)  في سبتمبر 1860 في مزرعة قريبة من مدينة نيويورك الأمريكية. تزوجت من مزارع أمريكى و عاشت حياة الريف تساعد زوجها فى أعماله الشاقة حتى يستطيعوا بالكاد اطعام ابناؤهم العشرة و لكن الحياة لم تعطف على ( آنا مارى ) بل ضربتها بكل قوة و قسوة بداية من موت زوجها فى سن مبكر ثم موت نصف ابنائها واحد تلو الاخر فراق و انين و حزن و فقر منقع لا يطيقه احد خاصة و انها اكملت مسيرة زوجها فى العمل الريفى حتى تعيش بالكاد هى و ابنائها
و لكن آنا مارى أو الجدة موسز لم تيأس لهذا المصير المزعج و الذى هو بالضرورة عند الجدة موسز ليس مصيرا محتوما لأنها قررت تغييره بالرغم من تقدم العمر بها و آلام المفاصل التى كانت تعاندها فى رحلتها فى الحياة دائما ... بداية التغيير كانت حينما أدركت انها موهوبة فى الخياطة و خاصة فى تصميم الوانها المبدعة و التى جعلت الجدة موسز تدرك انها مبدعة فى اختيار الالوان و تناسقها و لكن كان التهاب المفاصل يقف لها بالمرصاد فى عمل الخياطة
ففكرت ان الرسم على القماش هو عمل شاق ماذا عن الرسم على اللوحات بذات الموهبة و الجمال و اختيار الالوان بالتأكيد كان أسهل بكثير من الخياطة و من هنا بدأت رحلة الجدة موسز مع الفن فى سن 74 و مع التهاب المفاصل ترسم اولى لوحاتها الفنية و لكن و بلا شك لم تلاقى نجاحا كما تتصور و هذا هو المنطق و لكن ماذا فعلت هذه المرأة العنيدة رسمت لوحاتها و ابدعت بها ثم اهدتها مجانا لأصدقائها بلا اى نقود فبدأت لوحاتها بالانتشار مع مثابرتها بكل تأكيد ... و من لوحة بلا نقود الى لوحة بـــ 1.2 مليون دولار
الخلاصة يا اصدقائى ....لا عائق سيصمد أمام الراغب

لا تدريب، لا دراسة، بداية في سن 75 عاما، مع مرض التهاب المفاصل، في مزرعة صغيرة قريبة من الطريق، انتهاء برسامة مرموقة مشهورة أصبحت مضرب المثل في أن الوقت لا يتأخر أو يفوت لمن يريد أن يفعل شيئا ما في حياته، بقوة وشغف.

نجاحك داخلك ... فلا تبحث عنه فى الخارج .. هو لا يعتمد على شخص أو عمل ما أو وظيفة أو دولة 

انه داخلك